لا تمثل ظاهرة التدوین التاریخي ترفاً فکریاً یمارسه بعض لملء الفراغ أو السمر لیلاً، بل تعد من الضروریات الأساسیة علی المستویین الفردي والاجتماعي لربط الماضي بالحاضر استعداداً لخوض غمار المستقبل، وتزداد تلک الأهمیة لدی شریحة الفتیة والشباب المتعطشین لقراءة تاریخهم والتعرف علی حلقات وفصول أحداثه الغنیة، شریطة أن یتم التدوین بلغة سلسلة تنسجم مع روح العصر وتأخذ بعین الاعتبار طبیعة المخاطبین ومستواهم الفکري والعلمي، وهذه حقیقة أقرّها کبار الباحثین من ذوي الاختصاص وأشاروا إلیها في الکثیر من الدراسات التربویة والتعلیمیة فضلاً عن الدینیة، ویقع في طلیعة النماذج التاریخیة التي ینبغي الاهتمام بها ونقلها إلی الأجیال المعاصرة تاریخ النبي الأکرم(ص) وأهل‌بیته(ع)؛ لما یتوفر علیه تاریخهم من مادة غنیة جداً تجعلهم في قمة الهرم، فضلاً عن ارتباط هذا التاریخ الزاخر والغني بأهم الاحداث وأعظم التجارب، بالرسالة الإسلامیة الخاتمة. انطلاقاً من ذلک تمثّل سلسلة‌ تاریخ الرسول وأئمة أهل‌البیت(ع) المدونة، والتي تقع في ستة مجلدات محاولةً جادة وحثیثة من أجل تقدیم مادة تاریخیة نقیة من حیاة النبي الأکرم والأئمة المعصومین(ع)، الذین یمثلون سلسلة الخلفاء الشرعیین بعد رحیلة لقیادة سفینة‌ الإسلام صوب مرافئ الأمان وإحقاق الحق، ووضع تلک المجموعة تحت متناول تلک الشریحة العمریة بما ینسجم مع مستوی الدراسة المتوسطة، وهي سلسلة تاریخیة تبدأ من ولادة النبي الأکرم(ص) وتنتهي بالغیبة الکبری للإمام المهدي(عج).